كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال: لما نزلت {من يعمل سوءًا يجز به} شق ذلك على المسلمين، وبلغت منهم ما شاء الله، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «سددوا وقاربوا، فإن في كل ما أصاب المسلم كفارة، حتى الشوكة يُشَاكَهَا، والنكبة ينكبها» وفي لفظ عند ابن مردويه: بكينا وحزنا وقلنا: يا رسول الله ما أبقت هذه الآية من شيء! قال: «أما والذي نفسي بيده إنها لكما نزلت، ولكن أبشروا وقاربوا وسددوا، إنه لا يصيب أحد منكم من مصيبة في الدنيا إلا كفر الله بها خطيئته، حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته».
وأخرج أحمد ومسدد وابن أبي الدنيا في الكفارات وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد قال: «قال رجل: يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها؟ قال: كفارات. قال أبي: وإن قلت؟ قال: وإن شوكة فما فوقها».
وأخرج ابن راهويه في مسنده عن محمد بن المنتشر قال: قال رجل لعمر ابن الخطاب: إني لا أعرف أشد آية في كتاب الله.
فأهوى عمر فضربه بالدرة وقال: مالك نقبت عنها؟ فانصرف حتى كان الغد قال له عمر: الآية التي ذكرت بالأمس؟ فقال: {من يعمل سوءًا يجز به} فما منا أحد يعمل سوءًا إلا جزي به. فقال عمر: لبثنا حين نزلت ما ينفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله بعد ذلك، ورخص وقال: {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا} [النساء: 110].
وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه والبيهقي عن أمية بنت عبدالله قالت: سألت عائشة عن هذه الآية {من يعمل سوءًا يجز به} فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد بعد أن سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا عائشة هذه مبايعة الله العبد بما يصيبه من الحمى والحزن والنكبة، حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها تحت ضبنه، حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير».
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير والبيهقي عن زياد بن الربيع قال: قلت لأبي بن كعب: آية في كتاب الله قد أحزنتني قال: ما هي؟ قلت {من يعمل سوءًا يجز به} قال: ما كنت أراك إلا أفقه مما أرى، إن المؤمن لا تصيبه مصيبة، عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا نحبة نملة إلا بذنب، وما يعفوه الله عنه أكثر حتى اللدغة والنفحة.
وأخرج هناد وأبو نعيم في الحلية عن إبراهيم بن مرة قال: جاء رجل إلى أبي فقال: يا أبا المنذر آية في كتاب الله قد غمتني، قال: أي آية؟ قال: {من يعمل سوءًا يجز به} قال: ذاك العبد المؤمن، ما أصابته من نكبة مصيبة فيصبر، فليقى الله عز وجل ولا ذنب له.
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح قال: لما نزلت {من يعمل سوءًا يجز به} قال أبو بكر: جاءت قاصمة الظهر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما هي المصيبات في الدنيا».
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس. إن ابن عمر لقيه حزينًا فسأله عن هذه الآية {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} فقال: ما لكم ولهذه، إنما هذه للمشركين، قريش وأهل الكتاب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس {من يعمل سوءًا يجز به} يقول: من يشرك يجز به وهو السوء {ولا يجد له من دون الله وليًا ولا نصيرًا} إلا أن يتوب قبل موته، فيتوب الله عليه.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد والحكيم الترمذي والبيهقي عن الحسن في قوله: {من يعمل سوءًا يجز به} قال: إنما ذاك لمن أراد الله هوانه، فأما من أراد الله كرامته فإنه يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.
وأخرج البيهقي عن أنس قال: «أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم شجرة، فهزها حتى تساقط من ورقها ما شاء الله أن يتساقط، ثم قال: الأوجاع والمصيبات أسرع في ذنوب بني آدم مني في هذه الشجرة».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وفي ولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة».
وأخرج أحمد عن السائب بن خلاد «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والحكيم الترمذي عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة».
وأخرج أحمد عن عائشة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع، فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه، فقالت عائشة: لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الصالحين يشدد عليهم، وأنه لا يصيب مؤمنًا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت به عنه خطيئة ورفع له بها درجة».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه».
وأخرج أحمد وهناد في الزهد معًا عن أبي بكر الصديق قال: إن المسلم ليؤجر في كل شيء، حتى في النكبة وانقطاع شسعه، والبضاعة تكون في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضبنه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: «النبيون، ثم الأمثل من الناس، فما يزال بالعبد البلاء حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفَّر الله عنه به من سيئاته».
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صداع المؤمن، أو شوكة يشاكها، أو شيء يؤذيه، يرفعه الله بها يوم القيامة درجة، ويكفر عنه بها ذنوبه».
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بريدة الأسلمي. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أصاب رجلًا من المسلمين نكبة فما فوقها- حتى ذكر الشوكة- إلا لإحدى خصلتين: إلا ليغفر الله من الذنوب ذنبًا لم يكن ليغفر الله له إلا بمثل ذلك، أو يبلغ به من الكرامة كرامة لم يكن يبلغها إلا بمثل ذلك».
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود قال: إن الوجع لا يكتب به الأجر، إنما الأجر في العمل، ولكن يكفِّر الله به الخطايا.
وأخرج ابن سعد والبيهقي عن عبدالله بن أياس بن أبي فاطمة عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيكم يحب أن يصح فلا يسقم؟ قالوا: كلنا يا رسول الله قال: أتحبون أن تكونوا كالحمير الضالة» وفي لفظ: الصيالة، «ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء، وأصحاب كفارات؟ والذي نفسي بيده إن الله ليبتلي المؤمن وما يبتليه إلا لكرامته عليه، وإن العبد لتكون له الدرجة في الجنة لا يبلغها بشيء من عمله حتى يبتليه بالبلاء ليبلغ به تلك الدرجة».
وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده وكانت له صحبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله».
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل لتكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه ذلك».
وأخرج البيهقي من طريق أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: مر موسى عليه السلام على رجل في متعبد له، ثم مر به بعد ذلك وقد مزقت السباع لحمه، فرأس ملقى، وفخذ ملقى، وكبد ملقى، فقال موسى: يا رب عبدك كان يطيعك فابتليه بهذا؟! فأوحى الله إليه: يا موسى إنه سألني درجة لم يبلغها بعمله، فابتليه بهذا لأبلغه بذلك الدرجة.
وأخرج البيهقي عن عائشة: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ضرب من مؤمن عرق إلاَّ حَطَّ الله به عنه خطيئة، وكتب له به حسنة، ورفع له به درجة».
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفِّر كل ذنب».
وأخرج البيهقي عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صدع في سبيل الله ثم احتسب غفر الله له ما كان قبل ذلك من ذنب».
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن يزيد بن أبي حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الصداع والمليلة بالمرء المسلم حتى يدعه مثل الفضة البيضاء».
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عامر أخي الخضر قال: إني لبأرض محارب إذا رايات وألوية فقلت: ما هذا؟! قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجلست إليه وهو في ظل شجرة قد بسط له كساء وحوله أصحابه، فذكروا الأسقام فقال: «إن العبد المؤمن إذا أصابه سقم ثم عافاه الله كان كفارة لما مضى من ذنوبه، وموعظة له فيما يستقبل من عمره، وإن المنافق إذا مرض وعوفي كان كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه، لا يدري فيما عقلوه ولا فيما أطلقوه. فقال رجل: يا رسول الله ما الأسقام؟ قال: أو ما سقمت قط؟! قال: لا. قال: فقم عنا فلست منا».
وأخرج البيهقي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه منه طاهرًا».
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته: يا ملائكتي إذا قيدت عبدي بقيد من قيودي فإن أقبضه أغفر له، وإن أعافه فجسده مغفور لا ذنب له» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لَيُجرِّبَ أحدكم البلاء- وهو أعلم- كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار، فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز، فذلك الذي نجاه الله من السيئات، ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك، فذلك الذي يشك بعض الشك، ومنهم من يخرج كالذهب الأسود، فذلك الذي قد افتتن».
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي من طريق بشير بن عبدالله بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا من الأنصار، فأكبَّ عليه فسأله فقال: يا نبي الله ما غمضت منذ سبع ليال، ولا أحد يحضرني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي أخي اصبر، أي أخي اصبر تخرج من ذنوبك كما دخلت فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ساعات الأمراض يذهبن ساعات الخطايا».
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا».
وأخرج البيهقي عن الحكم بن عتبة رفعه قال «إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له من العمل ما يكفر ذنوبه، ابتلاه الله بالهم يكفر به ذنوبه».